حکم المناظرة من کتاب الله و حدیث العترة الطاهرة
السیّد محمّد جواد الشبیری
إنّ التأمّل في آیات القرآن الکریم یبین بوضوح مدیٰ الاهمیة البالغة التي تضطلع بها مسألة المناظرة و المجادلة في تثبیت و ایضاح الکثیر من الحقائق الفکریة و العقائدیة بالتوسل بالادلة العلمیة المرتکزة علی اسس شرعیة قویمة و راسخة.
و في الدین الاسلامي – کما في جمیع ما سبقه من الادیان السماویة الماضیة – احتلت المجادلة جانباً حیویاً و وسیلة مؤثرة في ابطال و دفع الشبهات التي یثیرها ارباب و متکلمي الافکار المنحرفة الاخری، کما کان لهذه المجادلة الاثر الکبیر في اقناع جمهور الناس و مفکریهم بحقّانیة الشریعة المحمدیة و وجوب الانقیاد لها.
و هکذا فإنّ مجرد الاستعراض المختصر لبعض تلک الآیات المبارکةیبین هذه الحقائق المهمة، و التي تدل بوضوح ان المجادلة لیست امراً دخیلاً علی مجمل العقائد الاسلامیة المختلفة، بل تعد من صلب اسس الدین الاسلامي الحنیف، حیث ان کتاب الله تعالی تناولها في اکثر من موضع مبیناً ابعادها و اشکالها المتعددة.
……